أعيش وهما

لا يكون الإنسان هو نفسه حين يكون مكشوفًا، أعطوه قناعًا وسيقول الحقيقة


رواية قارئة نهج الدباغين، سفيان رجب


أشاهد مؤخرا مسلسل الرجل في القلعة العالية أستمتع بمشاهدة تلك اللقطات التي تظهر فيها أليكسا دافالوس التي تؤدي شخصية جوليانا كرين.

تلك الشخصية المميزة التي قال لها الرجل في القلعة العالية أنها استثنائية فهي في كل العوالم كما هي تحاول أن تفعل الصواب وترى الخير في الآخرين.
أستمتع بمشاهدة تلك المشاهد التي تكون فيها مع جو بليك، حيث تظهر شخصيتها الحنونة التي تقف خلف تلك المناضلة القوية.

تضحي من أجل الحق فمن الممكن أن تقتل من تحب من أجل الحفاظ على السلم والسلام في العالم.
هذا يعني أن لديها مباديء خاصة بها وهو أمر دائما ما يكون محط إعجابي الشديد.

لكن أكثر ما يجذب انتباهي في جوليانا كرين هو أنني أجد نفسي فيها في كثير من الأحيان.

وكلما ظهرت بشخصية عاطفية أو أظهرت بعضا من الاحساس أحسست أنها أنا.
فأترك المسلسل لأعيش وهما اسمه أنا التي لن أكون.

أسبح بعيدا هناك في عالم أكون فيه حقيقية أستطيع أن أظهر قوتي وعاطفتي ورأفتي وقسوتي، هل سيكون هذا العالم موجودا في يوم من الأيام.

فقدت الأمل عموما منذ زمن بعيد، مؤخرا فقط أصبحت أحلم مجددا وأحلامي كلها أوهام أفكر فيها في واقعي وتعزلني عنه وتزيدني رغبة في التخلص منه.

التخلص من هذا الواقع هو السبيل لأن أكون حقيقية دون أن أحتاج إلى أقنعة.
لكن هل يمكنني حقا أن أتخلص منه؟

ليس هذا هو المهم: إن المشكلة الحقيقية الأرق الحقيقي هو خوفي أن أصير حبيسة أوهامي وأحلامي فكلما استغرقت فيها أكثر ابتعدت عن واقعي وأصبحت أسيرة للعالم الذي أنشأته هناك في الأوهام.

قرأت مرة أن:

 "الوهم هو واقع الشخص الذي يعيش فيه، حتى لو كان هذا الواقع مخالفًا للواقع الحقيقي" 

 هذا الأمر يقترب من أن يكون حقيقي بالنسبة لي، لقد أوشكت أوهامي أن تكون هي واقعي ولكن ماذا سيحدث عندما يتحقق ذلك؟
لا أستطيع تذكر شيء سوا المسلسل الأيقوني لطفولة جيلي مسلسل سارة، لربما هذا ما سيحدث لي سأتخلص من الحياة وأعيش في واقعي الخاص ولكن هناك شيء سيء في ذلك.
سأكون مسؤلية اضافية على أحد وهذا ما أرفضه وأخشاه دوما، لا أريد أن أكون عبئا على أحد.

لذلك بدأت كعادتي عندما أجد شيئا يسعدني أتخلى عنه لأن الخوف يتملكني بشدة ودوما سيبقى الحل هو الموت!


تعليقات