لماذا يكرهوننا | الخروج عن السرب لا يعني فسادنا

 أن تكون عابرا ليس اختيار، ليس جريمة، وليس خطيئة، إنه ببساطة من أكون وأنا فخورة بذلك

كاثلين جينير

كنت أتصفح موقع التدوين المصغر Twitter حينما ظهرت أمامي تغريدة يهاجم صاحبها الأشخاص العابرون وأنهم يغيرون خلق الله وأنهم العديد من الأشياء السيئة التي يصف بها العابرون.

أنا أتفهم جيدا أن بعض العابرين يفتعلون مشاكل لجذب الانتباه بشكل يشعرني أنا شخصيا بالاشمئزاز، ولكن لماذا لا يتم التعاطي معهم على أنهم من "مشاهير" و"مؤثري" شبكات التواصل دون مهاجمة العابرين؟

نحن لم نختر حياتنا البائسة، إننا نعيش عذابا مستمرا في كل يوم.
نتساءل دائما مالذي يحدث لنا؟ لماذا نشعر بذلك؟ لماذا ولدنا في جسد خاطيء؟
أين هو الخلل؟ كيف يمكننا أن نتحرر من شعور السجن الذي نعيشه كل يوم؟
كل هذه الاسئلة التي نعيشها في كل لحظة من حياتنا هي ما جعلتنا كذلك، فرفقا بنا!

عزيزي سأخبرك عن لحظة أعيشها كل يوم
لحظة اليأس المتكررة عن حظي الذي جعلني حبيسة جسد لا أنتمي له.
هل تعلم أنني أكره التصوير والمرايا وكل ما يعكس صورتي لدى العالم؟ لأني لا أستطيع تقبل هذا الجسد ولا أستطيع النظر إليه فهو ليس لي ولست له.

لا أستطيع الشعور بالأمان في هذا العالم وأنا أعلم أني حبيسة جسد لا يخصني.
ستقول لي أن الله خلقني هكذا وأن هذا هو أحسن تصوير! سأخبرك بأنك مخطيء، فالله خلق المصابون بالمتلازمات والتشوهات الخلقية هكذا أيضا، فليست كل الخلائق على أحسن تصوير.
لا أقول أن الله مخطيء، ولكني أقول أن الله خلقني هكذا لسبب ما ولا أعتقد أن الله سيكرهني إن صححت هذا التشوه وأصبحت في جسد أنتمي إليه.

عزيزي لا أريد منك جزاء ولا شكورا، كل ما أريده هو أن تدعني وغيري ممن هم على شاكلتي وشأننا وأن تنشغل بشأن آخر كالبيئة، أو الاقتصاد، أو ميزان القوى العالمية، أو ألا تنشغل فقط دعنا نعبر هذه الحياة بسلام

تعليقات