إلى صديقتي، لم لا أحب الحياة | عن الحاجة إلى الموت (2)

 ليس الموت غربة ولا الميتون منفيون فيها، وحدها الحياة غربة ووحدهم الأحياء هم المغتربون

سامية جلابي، عتمة وضوء

صديقتي العزيزة، أود الاعتذار منك قبل كل شيء.
أعلم أنني أتسبب لك بالذعر الشديد حينما أتحدث عن الموت، أعدك أنني لن أقدم على إنهاء حياتي بنفسي، ولا أفكر في ذلك، كما أعدك أنني سأخبرك فورا عندما أفكر في ذلك.

لكن يا صديقتي أحتاج منك أن تتفهمي احتياجي للموت، أنا لا أحب الحياة، لا أجد فيها راحة ولا أظنني سأجد بها راحة.
تعلمين جيدا حجم المعاناة والألم الذين تحصلت عليهما من هذه الحياة، تعلمين جيدا ماذا أعطتني هذه الحياة، تعلمين كم البؤس الذي أعيشه فيها.
كنا تحدثنا سابقا عن الفرق بين الرغبة والاحتياج، أنا لا أرغب بالموت، تعلمين جيدا أنني أرغب بكثير من الأمور في هذه الحياة، أحلامي وطموحاتي وآمالي كلها أمور أرغب بها، أرغب في نشر معتقداتي وأفكاري، أرغب في أن أكون أما.
ولكن! أحتاج إلى الموت، لا أرغب به، فلست مستعدة له بعد، وكالجميع لن أكون أبدا مستعدة له، ولكني أحتاج إليه!

الموت هو الحل لكثير من الأمور لذلك أحتاجه، أحتاجه ليحل لي كل تلك الأمور.
حينما أموت تصبح روحي حرة طليقة خارج هذا الجسد الذي يحاصرها، وحينما أموت أتوقف عن فعل الحماقات التي أصنعها دون قصد، وحين أموت لن أحمل هما من الدنيا.
لا أعلم -كالجميع- شيئا عن الموت ولكني أعلم أنه مختلف عن الدنيا، لذلك أنا بحاجة إليه.

صديقتي العزيزة لا تحزني ولا تستائي من تكرار حاجتي للموت، فلربما كان هذا هو الحل الوحيد لما أمر به.
شكرا لأنك بجواري وآسفة لأنني أسبب لك الذعر

تعليقات