رحلتي من كيف أكون إلى ماذا يحدث لي! | الشخصية الحدية هي السبب

 العيش مع اضطراب الشخصية الحدية يشبه المشي على الحبل، لا يمكنك معرفة متى وأين ستفقد توازنك

أشعر بالحزن والأسى من أجل صديقتي المقربة، حاولت عبر سنوات جمعتنا أن تفهمني أكثر، أن تعرف لماذا كنت أهدأ فجأة، أبتعد عن كل شيء، حتى عنها!
كانت مشاعري تخفت، رغبتي في التحدث تنعدم، قدرتي على التعامل مع البشر تتلاشى، وتندثر رغبتي في أي شيء.
حتى تلك الأشياء البسيطة التي كانت تسعدني لم أكن أشعر بأي شيء تجاهها، أحيانا كنت أشعر بعدم الارتياح لها!

حينما أخبرتني طبيبتي أن لدي ما يسمى باضطراب الشخصية الحدية وشرحت لي كيف يؤثر ذلك على حياتي أحسست بالصدمة، فكثيرا ما تساءلت عن سبب اعتزالي الحياة بشكل مفاجيء ولم أكن أعلم أن هناك شيئا يسمى بالشخصية الحدية.
بدأت أبحث عن ذلك الاضطراب وكلما تعرفت عليه أكثر زادت رغبتي في تحريك المياه الراكدة مع صديقتي العزيزة لأخبرها أني عرفت السبب، أنا السبب كما كنت أخبرها دائما لكني أعرف الآن لماذا أنا!

إذا ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟
تعرّف مايو كلينك اضطراب الشخصية الحدية بأنه هو اضطراب شخصية، يتميز الأشخاص الذين لديهم اضطراب الشخصية الحدية بالتقلبات المزاجية الحادة، وعدم الاستقرار في العلاقات الاجتماعية، وعدم القدرة على التحكم في العواطف.
أما طبيبتي فقد استطاعت أن تسهل الأمر عليّ بأن تشبه حالتي بالبندول "Pendulum" فهو يتحرك من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وفي كل اتجاه تكون عندي رغبات وطاقة مختلفة.
للبندول رحلتين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ثم العودة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، في حالة الشخصية الحدية يكون هناك بعض التوقف في نهاية كل رحلة ثم ينتقل بسرعة إلى الرحلة التالية.
هذا يعني أنني في أوقات أشعر بطاقات منعشة تدفعني للرغبة في أن أكون اجتماعية وأن أكون علاقات مع الأشخاص وأرغب بالاستمتاع بالحياة والخروج والتسلية، ثم وفجأة في أوقات أخرى أصبح على النقيض تماما.

ليس من المعلوم بالضبط أسباب حدوث هذا الاضطراب -كحال أغلب الأمراض النفسية- ولكن يعتقد البعض أن أسبابا بيئية أو جينية قد تكون السبب أو ربما تكون مشكلة في كيمياء الدماغ كما يقولون.

الآن بعد أن فهمت هذا الاضطراب استطعت أن أفهم ما أمر به من تغيرات مفاجئة، ما زلت أسير في رحلة العلاج ويبقى السؤال الدائم لديّ: هل هناك علاج؟
مما فهمته أعتقد أن العلاج هو أن أصل إلى مرحلة الاستقرار، أفعل ذلك عبر بعض العقاقير ولكن لا أعتقد أن هناك علاجا نهائيا لهذا الاضطراب كل ما يمكننا فعله هو محاولة احتواء الأزمة.
المهم أنني لست في خطر ولا أشكل خطرا.

تعليقات