كلما بحثت زادت حيرتي واقتربت من اليقين بعدم الوصول
كنت في الثامنة من عمري حينما بدأت اصطدم بتساؤلاتي الفكرية المستمرة حول حقيقة الإيمان بالقدر.
تعلمت في المدرسة أن من أركان الإيمان أن تؤمن بالقدر، ثم تعمقنا أكثر في العلم فعرفنا أن أعمال الإنسان مكتوبة في علم الله، ثم درسنا حديثا نبويا جاء فيه أن الانسان يُكتب أجله ورزقه وعلمه حين يكون في بطن أمه، ثم تعلمنا أن "كل ميسر لما خلق له" فبدأت رحلتي في الحيرة التي لم تنتهي حتى الآن ولا أظن أنها قد تنتهي يوما ما.
بسبب هذا السؤال تنقلت فكريا وعقديا، في البدء ظننت أن هناك خطأ في الإسلام، ربما ينقصه بعض المنطق أو الكثير منه ربما، ثم توصلت إلى عبثية الوجود.
حينما أنظر إلى الماضي أتذكر ما حدث فأتعجب كيف أنني في عمر بين الثامنة والعاشرة تنقلت بين أفكار عقدية لم أسمع عنها إلا بعد سنوات!
عودة إلى رحلتي، توصلت إلى العبثية، كل الوجود ما هو إلا عبث، أنا مؤمنة بوجود قوى عظمى هي التي أوجدت الكون وأوجدتنا فيه، لكن ما سبب الوجود؟ عبث! كانت هذه النتيجة التي توصلت إليها بعد سنتين من محاولات البحث. لم تعجبني النتيجة ولكني كنت قد تعبت من البحث بلا نتيجة، لم تكن البيئة مساعدة على البحث، عليّ أن أتحرى الجانب الأمني فأنا في مجتمع كان وقتها متحفظا بشدة وأي تساؤل يجعلني محط الأنظار والشكوك وربما الترهيب.
قررت أن أحصل على استراحة المحارب، فتوقفت عن البحث وتوقف معه الاعتقاد والعبادات وكل شيء، كنت في العاشرة من العمر، توقف كل شيء إلا تساؤلاتي.
حاولت جاهدة الهرب منها ولكن أبدا لم أستطع، كانت تلازمني كروحي، في كل حدث يأتي السؤال هل نحن مخيرون حقا؟ ما الدليل أننا لسنا كقطع شطرنج بين أيدي هذه القوى العظمى وما نحن إلا آداة للرفاهية بالنسبة لهم؟
في الحادية عشر استأنفت رحلتي الفكرية، واستمرت هذه الرحلة حتى بلغت التاسعة عشر، حينها قررت أن أستسلم للإسلام!
قررت أنني لن أستطيع فهم هذه الأمور، وأن الصحيح هو ألا يفهمها أحد، كل أولئك العلماء يدّعون أنهم يفهمون وأن الأمر بسيط، إنهم متوهمون.
الإسلام هو أن أستسلم، لا منطق في الأمر، نحن مسيرون لسبب، لا يهم ما هو السبب ولكننا مسيرون، سيحاسبنا الله على هذه الأعمال لأنه الله! ربما هي إرادته، وربما لسبب آخر.
لكنني استسلمت لذلك.
تعليقات
إرسال تعليق