عندي ألف قضية، قضاياي مع الحياة، قضاياي لا يحلها القانون، يحلها الموت!
غازي القصيبي، حكاية حب
عند الحديث عن الموت يرتعب الجميع، فجأة يستاء من يسمع عنه، يقولون "بعيد الشر".
ولكن، لماذا يظنون أن الموت فيه شر؟ صحيح أن فيه بعض المشاعر التي تسمى بالسلبية! ولكن لماذا يظنون أنه شر؟
لماذا يظنون أنه استسلام أو يأس؟ ربما يكون الموت هو المفتاح لحل كل هذه المشكلات حقا، ربما يكون الموت هو السبيل للحياة.
أعتقد أن هناك مبالغة في الخوف من الموت لدرجة وسمه بالشر، هناك أشخاص بموتهم يكون خيرا للأحياء وهناك من يكون موتهم خيرا لهم، فلماذا يقولون عنه شر؟
كثيرا ما أقول أنني بحاجة إلى الموت، لا أقول أن عندي رغبة في الموت، ولكني أحتاج إليه، هذا ما سيحدث حين أموت.
سأرتاح من كل ما يؤرقني، ستتحرر روحي من هذا الجسد الذي لطالما أحست بالنفور منه، أما أولئك الذين كثيرا ما ييأسون مني سيشعرون بالراحة، بل حتى الأشخاص الذين يشعرون بالأذى من وجودي في الحياة دون أن أحتك بهم سيشعرون بالراحة.
ولكن ليس هذا ما يهم، المهم هو أنا! سأتخلص من الكثير من أعباء الحياة، سأتخلص من التفكير المستمر بلا نهاية، سأتخلص من القلق، سأتخلص من شعوري بالذنب لوجودي في هذه الحياة، سأتخلص من وجودي في جسد لا أنتمي له.
كنت قد قررت ألا أتطرق لأي فلسفة دينية في هذه التدوينة ولن أتطرق ولكني سأذكر كل من يظن أن الموت شر وأنه موضوع لا يجب الحديث عنه بالبحث في تراث الدين ليجد أن علماء قد كتبوا في فضل ذكر الموت.
لا أعتقد أني مستعدة للموت، إجابة على هذا السؤال، ولكني أيضا أؤمن بأنه لا أحد مستعد للموت، فكيف نستعد لشيء لا نعلم متى يحين، ولكني مع ذلك أحتاج إليه.
ربما يوما ما -قريبا- سأموت ويموت معي كل يأس.
تعليقات
إرسال تعليق