أريد أخا، أريد أن أشبه الناس
كل ما احتجت إليه هو فقط التوصل إلى طريقة لأشبه بها الآخرين، اختلافي في كل شيء كان مصدر دائم لأحزاني وتميزي لطالما كان مصدر وحدتي.
لم يفهم والديّ أبدا سبب احتياجي لأخ، كنت أرى الناس من حولي لا يشعرون بما أشعر به، لا أحد يشعر أنه في جسد لا يخصه، وكنت أظن أن السبب هو أنني بخلاف البقية لم يكن لي اخوة من الذكور.
بالطبع أيقنت لاحقا أن هذا لم يكن سببا.
كنت أرى أخواتي منسجمات بين بعضهن، متناغمات رغم فارق العمر بينهن، لكن ماذا عني؟
ربما كانت حاجتي الملحة لامتلاك أخ هو ألا أشعر بالوحدة! أو ربما ألا أشعر بالغيرة منهن؟ لست متأكدة ولكني متأكدة من محاولاتي المستمرة لأتخلص من شعوري بأنوثتي.
كنت أرغب بأخ حتى نصبح ذكوريين معا، نتكلم بصوت أجش مرتفع، نحاول استعراض القوة معا - كنت مليئة بالأفكار الذكورية السامة فبعد كل شيء كنت طفلة لم تتجاوز السابعة من العمر- وظلت هذه الرغبة تزداد كلما اختبرت تجارب أحدث في الحياة.
في مرحلة التعليم ما قبل الأساسي، كنت مع العديد من الأطفال فتية وفتيات لم نكن نتحدث عن حياتنا الأسرية كثيرا، ولم نكن نرى ما يحدث لأحدنا خارج حجرة الدراسة.
لكن في المرحلة الابتدائية تغير كل شيء!
لأني ولدت ونشأت خارج مسقط رأس والدي، كنت أرى أقاربي في العطلات الصيفية فقط وكلما سافرنا إليهم كلما تعرفت على معنى الأخوة أكثر، كانوا إما أخا وأختا فقط أو عدد من الاخوة الذكور والأخوات الاناث.
أنا كنت وحدي فقط ولدي أخوات اناث، هل هناك شيء آخر خاطيء؟ كان هذا التساؤل يدفعني كثيرا نحو الرغبة في امتلاك أخ ذكر، حتى ظن من حولي في وقت ما أن سبب تعاستي وحزني هو رغبتي بالحصول على أخ، لم يكن الحصول على أخ بحد ذاته هو هدفي، بل الحصول على المساواة مع الناس.
في المرحلة الابتدائية تعرفت على شيء آخر، كان لدى الجميع اخوة ذكور، الجميع باستثنائي أنا.
إما اخوة أكبر منهم أو أنهم يكبرون اخوة لهم وكلما تقدمنا مرحلة في الدراسة ظهر اخوة جدد وكلما ظهر الاخوة كلما زادت رغبتي في أن أكون شبيهة لهم لعلي اتخلص من قليل من الاختلاف.
كل ما أحتجت إليه هو فقط التوصل إلى طريقة لأشبه بها الآخرين، اختلافي في كل شيء كان مصدر دائم لأحزاني وتميزي لطالما كان مصدر وحدتي.
حتى الوحدة كنت فيها مختلفة عمن حولي.
كانوا يخبرونني بأمرين يجعلان من عدم امتلاكي لأخ شيء مميز، الأول هو أن الرسول كان بلا اخوة والثانية هي أنني لن أكون مطلوبة للخدمة العسكرية.
حسنا كان الرسول بلا اخوة، ولكنه أولا كان الرسول! هم لا يرون ذلك ولكني أراه، ثانيا لم يكن لديه اخوات أيضا، وأخيرا لم يكن يشعر بأن هناك شيء خاطيء! لم يكن يعيش في جسد لا يخصه!
أما عن الخدمة العسكرية، ما المميز في عدم آداءها؟ فأنا أحب الأسلحة والقتال، ويقال عني دوما أنني مقاتلة.
ربما وصلت إلى هنا لأنني مقاتلة كما يقولون أو كما أقول أنا لأني بائسة ولسوء حظي فقد وصلت إلى هنا.
لم أحصل على الأخ وبلغت من العمر ما بلغت وقد تيقنت منذ فترة طويلة أن اختلافي سر تميزي وهو أيضا سر تعاستي وحصولي على كتائب من الاخوة الذكور لن يغير من واقعي شيئا، فأنا فتاة تعيش حبيسة في جسد صبي.
تعليقات
إرسال تعليق