ماذا لو انهارت الحافة؟

 في النهاية لا بد من نهاية لكل شيء، حتى طاقة هذه الدروع ستنضب حتى تتلاشى

حينما تعرضت مؤخرا لموقف ما وتفكرت فيه استنتجت أن النتيجة الحتمية لمثل هذا الموقف هي الحزن.
معنى ألا يحزن أحد بعد كل ما تعرض له من خذلان أو خيبة أمل مماثلة هي أنه لا يكترث أو أنه لم يستوعب ما حدث أو الأسوء من كل ذلك، أن يفقد قدرته على الحزن.

أنا متيقنة من اكتراثي للأمر فقد بذلت من أجله الكثير وما زلت أحاول من أجل ذلك، أنا متشبثة بمحاولات بائسة من أجل الوصول إليه!
وقد فكرت في الأمر مرارا وتكرارا وأعدت مراجعة كافة الأحداث، وبحثت التفاصيل، وتفكرت فيما فعلت، وبدأت بتحليل الأحداث ووضع التصورات عما كان سيحدث لو تغير أي شيء، بل كل شيء! أنا متأكدة من استيعابي لأجزاء ليست بالهينة مما حدث.
لقد توصلت لنتيجة مؤكدة، يجب أن أحزن، بل يجب أن أبكي.
أعرف سبب عدم بكائي، فقد جعلتني العقاقير غير قادرة على ذلك، لكن ماذا عن الحزن؟ ماذا عن الضيق؟ ماذا عن أن أشعر بأي شيء؟

أن تبالغ نفسي في حمايتي

أخبرتني صديقتي الطبيبة أنني ربما قد استطعت بناء منظومة دفاع ذاتية لتحميني من تقلباتي الاضطرابية، هذه المنظومة تمنعني عن الكثير من الأشياء، وتبعدني عن العاطفة وتجعلني أكثر عقلانية وعملية.
لكن هذه المنظومة تبدو كأنها عسكرية كثيرا، إنها لا تعرف سوا الأوامر، إنها تعرف أمرين فقط، أن تعمل أو لا تعمل.
أود الاعتقاد أنني حاولت كثيرا التحكم بها لكنني لا أدري، لا أدري إن كنت قد حاولت أو أنني لم أحاول، أنا أعلم فقط أنني لا أستطيع التحكم بها بعد.

ولكن إن كانت المنظومة تدافع عني وتحميني مني، فلماذا إذا أرغب بالتحكم بها؟ لماذا أريد إيقافها؟
كل ما أريده هو أن أكون قادرة على السماح بمرور بعض الأعداء من المشاعر والعاطفة، لن أعطيهم تصريحا للمرور الدائم، لكن يجب أن يتم السماح لهم بالزيارة في بعض الأوقات.

ماذا لو انهارت الريشة

لا أعلم مم صنعت دروع هذه المنظومة وما هي قدرتها على الاستمرار والصمود؟ هل لهذه الدروع طاقة؟ ما هو مصدرها؟ ماذا لو انتهت طاقتها؟
في النهاية لا بد من نهاية لكل شيء، حتى طاقة هذه الدروع ستنضب حتى تتلاشى.
ماذا لو لم تنتهي طاقتها ولكنها أصبحت ضعيفة؟ ماذا لو أنها مصنوعة من مادة هشة ورقيقة؟ ستتحمل قليلا؟ تحملت كثيرا، وربما تتحمل أكثر قليلا، لكن ماذا لو انهارت؟

لا أعتقد أنني أخاف من انهيارها بقدر خشيتي من موعد الانهيار.
لقد تعلمت كثيرا أن الانهيار لا يكون إلا فجأة، بلا مقدمات وبلا أي شيء.
فقط يحدث. انهيار!
سيكون غالبا في الوقت الخاطيء، في المكان الخاطيء، حينها قد أخسر شيئا.
سأخسر شيئا كبيرا غالبا، أو ربما كل شيء!

تعليقات